الشيخ محمد بن علي بن عزوز الهلالي الأغواطي
الشيخ محمد بن علي بن عزوز الهلالي الأغواطي
"ولد الشيخ سنة 1897 بالأغواط من عائلة شريفة النسب ، أبوه علي بن عزوز و أمه التهامي هنية، تعلم مبادئ اللغة العربية و حفظ القرآن الكريم في الكتّاب على شيوخ المدينة ثم أرسله والده إلى زاوية الهامل ببوسعادة و عمره لم يتجاوز العاشرة ، فتعلم على يد شيوخها و نال علما وافرا أهّله أن يكون ندّا لأترابه.
و بعد رجوعه إلى مسقط رأسه بدأ يزاول التدريس سرّا إلى سنة 1915 حيث رخص له في التدريس فقصده الكثير من أبناء المنطقة المتعطشين لطلب العلم فكان خير المعلم و كان تلاميذه نعم التلاميذ ، نذكر منهم الشيخ أحمد قصيبة و الشيخ الحاج عيسى أبوبكر.
انتقل فيما بعد إلى العاصمة في الثلاثينات لممارسة مهنة التعليم في مدرسة السعادة ببلكور و باب الجديد و حسين داي كما كانت له اتصالات بشيوخ الجمعية و انضم إليها و كان يؤم المصلين في صلاة التراويح بنادي الترقي.
و قد كان الشيخ يخب السياحة فسافر إلى الحجاز و اتصل ببعض علمائها و سافر إلى المغرب و التقى بثلة من علمائها ، كما كان يأمل في أن يسطع نجم اتحاد المغرب العربي من جديد و تزول الأحقاد و الحدود.
و عند رجوعه إلى الأغواط مرة ثانية ، باشر مهنته التعليمية حتى يسد الفراغ الذي تركه الشيخ مبارك الميلي بين سنتي 1933 و 1948 . فقد كان يعلم تلاميذه الذكور و الإناث على السواء الأناشيد الوطنية و أداء المسرحيات الهادفة، كما كان يقيم احتفالات في جميع المناسبات الدينية و التاريخية، زد على ذلك أنه كان يغرس العقيدة الإسلامية غرسا صحيحا في الناشئة ، فأنقدهم من الخرافات و البدع التي كانت منتشرة في ذلك الوقت.
و أثناء عملية تشييد مدرسة التربية و التعليم سنة 1948 بذل كل ما في وسعه من أجل الإسراع في العملية. و بعد الاستقلال واصل عمله في حقل التربية و التعليم حتى اختاره الله إلى جواره يوم 14 نوفمبر 1982."*
* نقلا عن وثيقة محفوظة بالمركز الثقافي الإسلامي بالأغواط بخط ولده الطيب بن عزوز رحمهما الله جميعا.