من صغرى بناته " الجزء2 : "السيرة العطرة للشهيد الغيور الذي لا يـكل حبيب شهرة

Publié le par MOHAMED BEN CHIKH AL -AGHOUATI

 

مساره العلمي

 

)BEPC(          أنهي مرحلة الابتدائية بمدينة الأغواط ثم الإعدادية والثانوية بمدينة بوفاريك وتحصل على ثم التحق بمعهد دار المعلمين ببـوزريعة بالجزائر العاصمة التابع للجامعة الفرنسية فزاول دراسته به بتفوق خلال السنوات الثلاثة إلى أن تخرَج بمنصب أستاذ مع مرتبة الشرف بدرجة الامتياز.

كان مقيما بالحي السكني للطلاب وكانت تواجهه صعوبات مادَية كبيرة من طرف إدارة المعهد حيث يتعمد المسئولون الفرنسيون رفع مبالغ القسط الدراسي السنوي كوسيلة تثبيطه وتعجيزه عن متابعة دراسته وإذا لم يدفع يهدد بالطرد. (وذلك كونه عربيا جزائريا)

          وفي سنة من السنوات لم يتمكَن أخوه عبد الملك في جمع المبلغ فطرد من المعهد  على أن لا يرجع إليه إلا إذا دفع القسط ، فما كان منه إلا أن اتفق مع زملائه بالسكن على أن يتسلل خلسة إلي الحي السكني لينام ليلا و يجلس بالنهار في أروقة الصفوف أو تحت شبابيكها  ليستمع لشرح الدروس ويسجلها ثم يراجع ما فاته منها مع أصدقائه بالسكن وضل عدَة شهور على هذه الحال إلى أن وفر له أخوه المبلغ

ولما دخل الامتحان كان الأول على مستوى المعهد ، الشيء الذي لفت انتباه أساتذته فيما بعد فصاروا يغطون تأخيره  للدفع إلى أن  يتمكن أخوه من تيسير المبلغ المطالب به وإرساله إليه .وسار على هذه الوتيرة إلى أن أنهى ثلاث سنوات كان فيها التفوق والامتياز حليفه مع لوحة الشرف التي كانت تمنح له كل سنة.

تحصَل في تلك السنوات الثلاث ما بين:

 . )C.A.Pثم الـ (     ) B.S.C ( ) والـ B.E.C 01/10/1937 إلى 30/9/1940 على الـ (

          عيَن مباشرة بعد التخرَج بعين يوسف بولاية المدية فالتحق بها وكانت منطقة جبلية وعرة يقطعها يوميا عبر الثلوج ليصل إلى صف فيه خمسة أو ستة طلاَب فقط وكان يزاول عمله تحت ضغط شديد من قبل وزارة التعليم الفرنسية. ولما صعب عليه الأمر ترك منصبه وهو الشيء الذي جر له متاعب من جهات عديدة وخاصة من مسئول التعليم على مستوى الجزائر لعدم انضباطه معهم وأن هذا سيسجل ضده ولم يعبأ بتهديداتهم وبقي فترة بطالا كان أثناءها يعطي دروسا خصوصية مدفوعة الأجر ليقتات بها .

           وعيَن في مدينة تاجموت فكان من 01/10/1940 الى31/12/1940 (3 أشهر ) متربَص ثم من 01/01/1941 إلى 30/09/1941(9 أشهر) أستاذ مثبَت في اللغة الفرنسية .

فكان يذهب لهذه البلدة التي تبعد مدينة الأغواط بنحو 40  كلم بالدراجة صباحا ويرجع بعد الدوام مساء سنة كاملة

تأهل في هذه الفترة وتزوج من قريبته ورزق منها بخمس بنات

             ثمَ عين بعين الكرمة من 01/10/1941 إلي 01/12/1943 (سنة وأربعة أشهر )بصفة مدير مدرسة للبنين .

             ومن 02/02/1943 إلى 13/08/1945 (سنتين وسبعة عشر أشهرا وإحدى عشر يوما ) جنَد للخدمة العسكرية بمدينة المدية لأربعة وخمسين يوما ثمَ إلى فرنسا لإتمام تدريبه العسكري فاختار المدرعات العسكرية للمشاة (والتجنيد كان إجباري تفرضه السلطات الفرنسية على المثقفين من الشباب).

وبعد انتهاء الخدمة العسكرية عيَن بغرداية في فترة ما بين 01/10/1945 إلى 30/09/1946(سنة) كأستاذ      ) مثبَت.Titulaire Adjoint (  

              ثم بنفس الرتبة عين بمدرسة البنين بمدينة الأغواط والتي تحمل اسمه إلى الآن من  01/10/1946  إلى 30/09/ 1957 ( إحدى عشر سنة ).

        وتوسعت دائرتها فيما بعد فصارت تحتوي على إعدادية واكمالية للبنين والبنات كلاهما تحمل اسمه.

نستطيع القول أن مجموع سنوات دراسته وتدريسه هي : 19 سنة و11 شهرا و11 يوما تدرَج خلالها على سلَم الترقيات من السَلم الأول إلى الرابع وكان السلَم الرابع أعلى درجة في التشريف في سلك التعليم .

كان متميَزا جدا بين المعلمين وميزته سجلها احد طلابه المدعو  " ابن عمر بن قصبية " فيذكر في مذكرته عرفانا بفضل هذا الرجل في ميدان شغله وطريقة تدريسه فيقول :

          أما الطرق التربوية التي كان ينتهجها في قسمه فهي الطرق الحية حيث كان قسمه دائما مملوءا بالحيوية والنشاط، يشارك التلاميذ تلقائيا لما يتمتعون به من الحرية الكاملة فلا مكان للجمود والسلبية في قسم حبيب شهرة. كان التعلَم لا التعليم هو السائد عنده وكان متخصصا في قسم الابتدائي الثاني وكل من تعلم على يديه امتلك زادا لغويا كبيرا فضلا عن إتقان التعبير الشفوي والكتابي وحل المسائل الحسابية بكل سهولة ....

          لم يلاحظ عليه أبدا أن جلس على الكرسي, ويأتي دائما إلى المدرسة صباحا هرولة.... ويسترسل في حديثه  ويصفه بميزة أخري فيقول....له غيرة منقطعة النظير عن الجزائر والعرب حيث يردد دائما بيتا شعريا بالعربية للشيخ عبد الحميد ابن بأديس:

 

              فـإذا هـلكـت فصيحـتـي       ...        تحيـا الجـزائـر والعـرب

 

ثم يقول   .... ومن المستحيل أن أنسى تلك الحادثة التي وقعت في ساحة المدرسة وهي أن سمع الحبيب شهرة من أحد زملائه من المدرسين المستعمرين قوله لأحد التلاميذ في ساحة المدرسة  " عربي وسخ  " فصفعه صفعتين أردته على الأرض ووقع ما وقع بينه وبين مدير المؤسسة آنذاك مما جعل الخلاف بينهما يتحول من تلك الحادثة إلى صراع مستمر .

 

            حقا أن الحبيب شهرة كان لافتا للنظر بنشاطه وتصرفاته وغيرته وأخلاقه العالية وعطفه على التلاميذ وخاصة الفقراء منهم الذين كان يشتري لهم الأدوات المدرسية من جيبه وكان على اتفاق مع الحلاق المرحوم (الطاهر زعابطة) ليحلق لفقراء القسم رؤوسهم على حسابه كلما اقتضى الأمر وكان لا يتساهل أبدا مع التلاميذ الذي يأتي إلى المدرسة غير نظيف وخاصة نظافة اليدين ."

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Publié dans NOS VÉNÉRABLES AINES

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article
M
<br /> <br /> Merci pour cette belle biographie du chahid Habib Chohra .Le chahid , je l'ai eu comme enseignant en 1957 , l'année au cours de laquelle il a prit le maquis. Ce dont je me rappelle le plus<br /> c'était les"textes libres " qu'il nous faisait faire tous les jeudis et il était le seul enseignant de toute l'école qui faisit ça. Nous aimions beaucoup ça et nous attendions l'arrivée de la<br /> journée du jeudi avec impatience.<br /> <br /> <br /> <br />
Répondre